الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   مقالات  

القضية الفلسطينية, قضية وطنية و حرب تحريرها حرب وطنية .
November 09, 2023 09:28

القضية الفلسطينية,  قضية وطنية و حرب تحريرها حرب وطنية .

كل الأخبار- يونس أحمد الناصر

غالبا ما يتم تسويق القضية الفلسطينية على أنها قضية دينية من جانبي الصراع فالفلسطينيون و العرب المسلمين  يسوقونها على أنها صراع لاستعادة السيطرة على المقدسات الإسلامية  و رمزها المسجد الأقصى و مسرى الرسول و أولى القبلتين و الصهاينة يسوقونها على أنها أرض الأجداد التي وعدهم بها الله  و ما يسمى المسجد الأقصى هو المكان التاريخي لهيكل سليمان و في هذا الصراع تزهق الأرواح لتحقيق الوعود الإلهية للطرفين المتصارعين فالمسلمون يرجون ربهم نصرهم و سحق اليهود و اليهود يرجون ربهم سحق المسلمين  و عودة حقهم بهيكل سليمان .

بينما ينظر المثقفون من الطرفين إلى أنها قضية وطنية لشعب سلبت أرضه و منحت لشعب آخر ظلماً  و هو يسعى لاستردادها

النظرة من الزاوية الدينية للقضية الفلسطينية هي خاطئة و تتسق مع النظرة الصهيونية التي تعمل جاهدة على تحويل الصراع من وطني إلى ديني و ملخصها بأن المسلمين يكرهون اليهود و يريدون رميهم في البحر و خطوات الكيان الصهيوني بإعلان يهودية الدولة و العمل بكل الجهود الممكنة لتفكيك الدول المحيطة بفلسطين على أسس دينية و عرقية خلال سنوات الدم التي عاشتها المنطقة و المسماة ربيعاً عربياً و هي ما أطلق عليه نتنياهو صراحة ربيع إسرائيل عندما قال ( هذا ربيعي , ربيع إسرائيل ) و انسياق العرب للتسويق للقضية من هذه الزاوية أي الزاوية الدينية الضيقة هو تعزيز لوجهة النظر الصهيونية و التي تروج لفكرة أن( المسلمين يريدون أن يقتلوا اليهود )

الكل يعلم بأن اليهود ( الموسويين ) كانوا و لا زال كثير منهم يعيشون في مجتمعاتنا العربية و يمارسون عباداتهم بكل حرية و منهم يهود دمشق و يهود اليمن و العراق

كما يعلم الجميع بأن هذا الشرق لا يمكن أن تقوم فيه دولة على أسس دينية فكل دولة فيها من المكونات الدينية و العرقية الكثير

إذا و برأينا لا بد أن نتكلم عن الأوطان التي تضم كل مكونات الشعب الذي يعيش على هذه الأرض العرقية و الدينية ,  و كذلك الحال في فلسطين التي كانت عبر التاريخ مزيجا من المكونات العرقية و الدينية و للمسيحي في فلسطين كما للمسلم و اليهودي  كمكونات و ليس لأحدهم أن يدعي الحق بها دون غيره

المقدسات الدينية على أرض فلسطين و في كل هذا الشرق هي ممتلكات وطنية لأبناء الشعب الذي يعيش على هذه الأرض

من كل ما سبق نقول بأن القضية الفلسطينية هي قضية وطنية لشعب سلبت أرضه و أعطيت لشعب آخر جاء عبر البحار بالقوة العسكرية لقوات الانتداب البريطاني أولاً و بدعم الغرب لاحقاً و إلى اليوم , فوعد بلفور هو وعد بمنح أرض لا تملكها بريطانيا لشعب لا يستحق هم اليهود الصهاينة

أن تكون صهونياً ليس بالضرورة أن تكون يهودياً و في ذلك يتساوى اليهودي و المسلم و المسيحي في اعتناقهم الصهيونية و ليس كل يهود العالم صهاينة , فكثير منهم ضد الصهيونية و يعتبرونها شراً أصاب اليهودية كدين بالضرر كما أصاب المسيحية و الإسلام .

الأديان التي نعتقد بأنها سماوية نشأت عنها بل تسلقت عليها تنظيمات  سياسية عملت على استغلال مشاعر أتباع الديانات لخدمة الغرض السياسي لتلك التنظيمات , فالصهيونية هي اليهودية السياسية و الصليبية هي المسيحية السياسية كما هي  تنظيمات الإسلام السياسي التي نعرفها  .

فلسطين حق لا يموت

إن اغتصاب فلسطين و تشريد شعبها من قبل العصابات الصهيونية هو خطأ تاريخي تتحمل مسؤوليته دولة الانتداب البريطاني و الدول الداعمة لبقاء هذا الكيان حتى اليوم

و حق الفلسطينيين بأرضهم حق قائم ضمن كل الشرائع الدينية و الإنسانية و صراعهم مع العصابات الصهيونية هو حرب تحرير وطنية على كل الإنسانية دعمه حتى يتم تحرير الوطن الفلسطيني و يعود لأصحابه الأصليين يهودا و مسلمين و مسيحيين .

و لن يموت حق وراءه مطالب , طال الزمن أم قصر .   



  عدد المشاهدات:

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: